نسبه وقبيلته: هو عامر بن شَراحيل بن عبد بن ذي كِبَار (وذو كبار: قَيْلٌ من أقيال اليمن).
الإمام، علاَّمة العصر، أبو عمرو الهمداني ثم الشَّعْبِيُّ. ويقال: هو عامر بن عبد الله، وكانت أمُّه من سبي جلولاء.
مولد الإملم الشعبي:
وُلِد بالكوفة سنةَ 16هـ 637م، وقيل: سنة عشرين للهجرة. وقيل: إحدى وثلاثين. وقال خليفة بن خياط: وُلد الشَّعْبِيُّ والحسن البصري في سنة إحدى وعشرين.
وقال الأصمعي: في سنة سبع عشرة. وكان يسكن الكوفة، ولكنه تنقل بين الأقطار لطلب العلم.
أهم ملامح شخصية الإمام الشعبي:
سعة علمه وفقهه:
قال ابن شبرمة: سمعته - أي الشَّعْبِيَّ - يقول: "ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قَطُّ إلا حفظته، ولا أحببتُ أن يعيده عليَّ". وعن عاصم بن سليمان.
قال: "ما رأيت أحدًا كان أعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق من الشعبي".
شيوخه:
أدرك الشعبي أكابر الصحابة وأعلامهم رضي الله تعالى عنهم، ومنهم: علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وابن عباس، وابن عمر، وأسامة بن زيد، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجرير بن عبد الله البجلي.
وجابر بن سمرة، وعدي بن حاتم، وعروة بن مضرس، وجابر بن عبد الله، والنعمان بن بشير، والبراء بن عازب، وعقبة بن عمرو، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وكعب بن عجرة، وأنس بن مالك، والمغيرة بن شعبة، وعمران بن حصين، وعبد الرحمن بن سمرة، وخلقٌ كثير.
ومن النساء: عائشة، وأم سلمة، وميمونة، أمهات المؤمنين، وأم هانئ، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت قيس. قال الشَّعْبِيُّ: "أدركت خمسمائة من الصحابة أو أكثر".
ورَوَى عن مسروق، وعلقمة، والأسود، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن طلحة، وعمر بن علي بن أبي طالب، وسالم بن عبد الله بن مسعود، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبي بردة بن أبي موسى.
تلامذة الإمام الشعبي:
روى عنه الحكمُ، وحماد، وأبو إسحاق، وداود بن أبي هند، وابن عون، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول، ومكحول الشامي، ومنصور بن عبدالرحمن الغداني، وعطاء بن السائب، ومغيرة بن مقسم، ومحمد بن سوقة، ومجالد، ويونس بن أبي إسحاق، وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة، وعيسى بن أبي عيسى الحناط، وعبد الله بن عياش المَنْتُوف، وأبو بكر الهذلي، وأممٌ سواهم.
مؤلفاة الإمام الشعبي:
صنَّف الكفاية في العبادة والطاعة. قاله صاحب (هدية العارفين).
ثناء العلماء على الإمام الشعبي:
قال عنه ابن حجر: "ثقة، مشهور، فقيه فاضل". وقال مكحول: "ما رأيت أفقه منه". وقال الزهري: "العلماء أربعة: ابن المسيب بالمدينة، والشَّعْبِيُّ بالكوفة، والحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام".
وقال عنه أبو نعيم في الحلية: "الفقيه القوي، سالك السمت المرضي، بالعلم الواضح المضي، والحال الزاكي الوضي... كان بالأوامر مكتفيًا، وعن الزواجر منتهيًا، تاركًا لتكلف الأثقال، معتنقًا لتحمل الواجب من الأفعال".
مواقف من حياة الإمام الشعبي:
قال رجل للشعبي كلامًا أقذع فيه، فقال له: "إن كنت صادقًا غفر الله لي، وإن كنت كاذبًا غفر الله لك".
وكلَّم الشَّعْبِيُّ عُمَرَ بن هبيرة الفزاري أمير العراقين في قوم حبسهم ليطلقهم فأَبَى، فقال له: "أيها الأمير، إن حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم، وإن حبستهم بالحق فالعفو يسعهم"، فأطلقهم.
من كلمات الإمام الشعبي الخالدة:
- ما ترك أحدٌ في الدنيا شيئًا لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له.
- ما اختلفت أُمَّة بعد نبيِّها إلا ظهر أهلُ باطلها على أهل حقِّها.
- لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن، فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره، رأيت أن سفره لم يَضِعْ.
- من زوَّج كريمته من فاسق، فقد قطع رحمها.
وفاة الإمام الشعبي:
عاش الشَّعْبِيُّ 87 سنة، وكانت وفاته فجأة بالكوفة، وذلك سنة 103هـ 721م. وقيل: سنة 104هـ. وقيل: سنة 106هـ.
ولمَّا علم الحسن البصري بوفاة الشَّعْبِيِّ قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان لقديم السن، كثير العلم، وإنه لمن الإسلام بمكان". رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
المراجع:
- سير أعلام النبلاء، الذهبي.
- حلية الأولياء، أبو نعيم.
- الوافي بالوفيات، الصفدي.
- وفيات الأعيان، ابن خلّكان.
المصدر: موقع قصة الإسلام